الوحدة.. والمواطنة
يصادف يوم الاثنين السابع عشر من شهر ذي القعدة، الموافق الثالث والعشرين من شهر سبتمبر، الأول من برج الميزان الذكرى (83) لتوحيد المملكة العربية السعودية على يد المؤسس البطل الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
الذي هيأه الله سبحانه وتعالى لتوحيد هذه البلاد ولم شتاتها في دولة واحدة بعد أن كانت قبائل متناحرة، لا تنعم بأمن ولا استقرار.
فجاء الموحد الذي أكد على العقيدة الإسلامية وجعلها أساساً لبناء هذه الدولة وامتداداً لما وضعه المؤسس للدولة السعودية الأولى الإمام محمد بن سعود مع الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله جميعاً رحمة واسعة.
حينما نتحدث عن اليوم الوطني.. لا نتحدث عن ذكرى عابرة، إنما يتذكر الإنسان الملاحم والبطولات التي قام بها المؤسس الملك عبد العزيز مع رجاله الأوفياء المخلصين.
واستطاع – بتوفيق الله سبحانه وتعالى – أن يعزز الولاء لدى القبائل لهذا الكيان العظيم بكل حكمة وبعد نظر.
وما كان لهذا الولاء أن يتم لولا أن أصوله متجذرة في التاريخ – بفضل الله -ولاء للدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة.
وما دام الحديث عن الوحدة الوطنية، وكيف تمت على المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه.
فإن الحديث عن المواطنة وجه مشرق لهذه الوحدة الوطنية التي ننعم بها، فالمواطنة معنى عظيم تزهو به النفوس، وتسمو، وتسعى لأجله التطلعات والطموحات وتعلو… فهل سأل المواطن نفسه يوماً ما معنى المواطنة؟
أهي بطاقة وهوية تحمل في الجيب؟ أم هي عَلَمُ يُحمل في اليوم الوطني؟ أهي أصباغ توضع على الوجوه؟ أم هي منديل يرمى من نافذة السيارة؟ اهي وقوف بالسيارة في مكان يمنع فيه الوقوف؟ أم هي علبة ترمى عند باب الدكان؟ اهي تجاوز للسرعة في أثناء قيادة السيارة؟ أم هي تجاوز للسيارات من اليمين إلى أقصى اليسار أو العكس؟ أهي ماء يخرج من البيوت هدرا؟ أم هي نفاية أو بقايا أكل يرمى في الصحراء بعد رحلة برية ممتعة؟ أهي رمي لأعقاب « السجائر « في الشارع؟ أم هي تأخر في الحضور إلى الدوام؟ أهي خروج من المكتب قبل نهاية الدوام أو أثناءه؟ أم هي مقابلة الجمهور بوجه عابس؟ أهي تجمهر لفوز فريق رياضي؟ أم هي جلد للذات وتجاهل للإيجابيات دائماً وكأن الوطن كله تقصير وسلبيات؟ أهي نقد « ببغاوي «؟ أم هي تجريح لذوات الناس؟ أم هي؟ أم هي؟ أم هي؟
هذه أسئلة، وغيرها كثير، أوجهها لنفسي ولكل مواطن.
الجواب معروف لدى كل مواطن، والغريب أن غير المواطن لا يجهله، ولكنه يتأثر بسلوك المواطن فيقلده !!
أخي المواطن… إن كانت مواطنتك في جيبك فلن تجيب، وإن كانت مواطنتك في قلبك فسوف تجيب، وتعرف المعنى الحقيقي للمواطنة.
فهذه المعاني الوطنية، لها أصلها في التشريع الإسلامي، منها على سبيل المثال إماطة الأذى عن الطريق صدقة، كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم، فإذا كان الحال كذلك… فإن وضع الأذى في الطريق إثم!!
فضلاً عن أنه أسلوب غير حضاري يخالف القيم والنظم والوطنية.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين،،،
http://www.al-jazirah.com/2013/20130924/ym166.htm